
كيف يدعم المستثمرون الشرق أوسطيون موجة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي العربية لوسائل التواصل الاجتماعي
تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولاً زلزالياً في مشهدها التكنولوجي، مدعوماً باستثمارات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) تهدف إلى إنشاء أدوات متطورة تركز على وسائل التواصل الاجتماعي العربية. وبينما تسعى الدول الغنية بالنفط مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر إلى تنويع اقتصاداتها، تدفع موجة جديدة من التمويل الشركات الناشئة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى الأمام، وتُتوَّج هذه الموجة بأدوات مبتكرة تعزز تجارب المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي.
الطفرة الاستثمارية
تشير التقارير الأخيرة إلى أن استثمارات رأس المال الاستثماري في الشرق الأوسط آخذة في الارتفاع، ويأتي الذكاء الاصطناعي في طليعة هذا النمو. ووفقاً لشركة برايس ووترهاوس كوبرز الشرق الأوسط، من المتوقع أن تنمو مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بنسبة 20-341 تيرابايت 3 تيرابايت سنوياً، حيث تتصدر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هذا النمو. وتركز هذه الدول مواردها بشكل متزايد على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تلبي احتياجات المتحدثين باللغة العربية على وجه التحديد، حيث تدرك هذه الدول الإمكانات غير المستغلة لإشراك الجمهور المحلي بشكل أكثر فعالية.
سبب أهمية توطين اللغة
يعد توطين اللغة أولوية استراتيجية في تطوير الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط. إن ضمان قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على فهم اللهجات العربية المختلفة والاستجابة لها أمر بالغ الأهمية لنجاح المنتجات القائمة على الذكاء الاصطناعي في المنطقة. تستثمر الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بكثافة في نماذج لغوية مثل ALLaM وSauTech لتعزيز فهم الذكاء الاصطناعي وسهولة استخدامه عبر اللهجات، وبالتالي كسر حواجز التواصل التي طالما كانت موجودة في التفاعلات الرقمية.
جيس للذكاء الاصطناعي - نجاح إقليمي
من الإنجازات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي باللغة العربية "Jais"، وهي أداة مصممة لتلبية احتياجات المتحدثين باللغة العربية على وجه التحديد، باستخدام مجموعات بيانات باللغتين الإنجليزية والعربية. ووفقاً لشبكة سي إن إن، يجسد "جيس" كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتجاوز القيود اللغوية، مما يمهد الطريق لنشر نماذج لغوية واسعة النطاق بلغات أخرى غير ممثلة تمثيلاً كافياً.
الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي
يشهد مشهد الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط تطوراً سريعاً، مع وجود شركات مثل لوسيديا، والشركات الناشئة Hub71، و Arabic.AI على رأسها. تقدم لوسيديا رؤى حول مشاعر وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، مما يمكّن العلامات التجارية من وضع استراتيجيات فعالة. وفي الوقت نفسه، تعمل منصة Hub71 في أبوظبي على تسريع نمو الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وتوجيهها نحو النجاح الإقليمي والدولي من خلال تسهيل الإرشاد والوصول إلى الأسواق.
دراسة حالة: الذكاء الاصطناعي العربي
أطلقت شركة Arabic.AI أول منصة للذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مصممة خصيصًا للمؤسسات الناطقة باللغة العربية. وكما تشير شركة زارتك قطر، فإن هذه المنصة تعيد تعريف معايير الصناعة من خلال استخدام نظام مستقل قادر على فهم اللهجات المتنوعة والتكيف معها.
"تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن المملكة العربية السعودية تليها في ذلك، مما يؤكد أن اقتصاد المنطقة قد يشهد دفعة بقيمة $320 مليار دولار من الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030." - زارتك قطر
الرؤية الاستراتيجية
لا تتعلق الرؤية الاستراتيجية الشاملة للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط بالنمو الاقتصادي فحسب، بل بالتمكين الثقافي. فمن خلال الاستثمار في التكنولوجيا التي تفهم وتتفاعل بلغتها الأم، يعمل المستثمرون في الشرق الأوسط على تعزيز حقبة جديدة من الشمولية الرقمية والتعبير الثقافي.
مع استمرار دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في تنويع اقتصاداتها، فإن الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسد الفجوات اللغوية والثقافية لا يعزز تجربة وسائل التواصل الاجتماعي للناطقين باللغة العربية فحسب، بل يضع أيضًا معيارًا عالميًا للتطور التكنولوجي في المناطق المتنوعة لغويًا.
